كشف أستاذ الجغرافيا البيئية المشارك بجامعة الملك خالد الدكتور عادل معتمد عبد الحميد لـ"سبق" عن تراجع المساحة الكلية للتغطية النباتية لمنتزه السودة 5.81 كم 2 خلال 31 عاماً، إذ كانت تشكل 22.41 كم2 عام 1985، وأصبحت تمثل 16.6 كم2 في عام 2016 م.
يأتي ذلك وفقاً لدراسة تقويمية أجراها للطاقة الاستيعابية للسياحة البيئية "لمنتزه السودة" بمنطقة عسير، جنوب غرب المملكة العربية السعودية. حسب صحيفة "سبق"
ونوه أن معظم السائحين يتوجهون للاستمتاع بالطبيعة الجبلية لمنطقة السودة خلال مختلف فترات الاصطياف -وفقاً للدراسة نفسها-، ما جعلها تعانى ضغوطات بشرية جراء الاستخدام المكثف من حيث العدد من ناحية، ومن حيث السلوكيات غير المناسبة في كثير من الأحيان من ناحية ثانية، وهو ما يمثل ضغطاً متنامياً على المقدرات البيئية بالمنطقة، ويستدعى معه رفع مستوى الوعى لكل من الزوار السائحين، وكذلك القائمين على إدارة النشاط السياحي بالمنطقة بشكل عام والمنتزه بشكل خاص.
وأضاف: إن كانت العوامل الطبيعية لها دور لا يمكن تجاهله في هذا الصدد من حيث تراجع معدلات التساقط للأمطار على سبيل المثال، إلا أن العنصر البشري وتدخلاته السلبية له الأثر الأوضح في بلوغ هذه النتيجة.
ولفت إلى أن الدراسة أكدت على أثر الخصائص البيئية التي تميز منطقة الدراسة، وأن لها دوراً مهما في جعلها قبلة لراغبي السياحة والاصطياف والترويح ، فصارت واحدة من أهم الوجهات السياحية على مستوى المملكة ، حتى أنه تم إعلان مدينة أبها -حاضرة منطقة عسير والتي تقع في إطارها منطقة الدراسة-عاصمة السياحة العربية للعام 2017 وفقاً لما تنعم به من مقومات سياحية طبيعية وبشرية.
وتابع عبد الحميد أن السياحة البيئية تعد هي الصناعة الأسرع نمواً على مستوى العالم بشقيه النامي والمتقدم؛ ما جعل الجميع يدرك مدى الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لهذا النشاط، وأصبح هناك سعيا حثيا للاستفادة من عوائده.
وأضاف: يمكن تعريف طاقة استيعاب السائحين بأنها "أعداد ونوعية الزوار الذين يمكنهم القيام بنشاط السياحة دون أن يترتب على هذا مساساً بالمورد وسلامته"، ووفقاً للتقديرات الرسمية للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فإن أعداد السائحين المتزايدة التي تستقبلها مدينة أبها (وهى المدينة الرئيسية بالنسبة لمنطقة البحث) تترك انعكاساته وآثاره السلبية على البيئة الطبيعية بالمنطقة عموما ومنطقة الدراسة بوجه خاص، كما سيتضح عند تقييم الطاقة الاستيعابية البيئية، وبناء على هذا التباين الكبير في أعداد الزوار الذين تحصيهم البيانات الرسمية سنويا لمدينة أبها.